هل يُخفض البنك المركزي سعر الفائدة في اجتماعه المقبل؟

كما أشار عزالعرب إلى أن القطاع المصرفي في مصر شهد تحسنًا ملحوظًا في طلب الشركات على القروض، حيث أصبح هناك نمو جيد في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا على تعافي الاقتصاد المحلي. وقال: “النمو في نشاط البنك كان جيدًا جدًا، ولا توجد عوامل استثنائية تؤثر على النتائج المالية في الربع الأول.”

تحسن معدلات القروض وتعاملات الأفراد
وحول ارتفاع صافي دخل الفوائد بنسبة 35% على الرغم من تراجع أسعار الفائدة على أدوات الدين بنسبة 2% منذ بداية العام، أضاف عزالعرب أن السبب في ذلك يعود إلى النمو المستمر في محفظة القروض، خاصة في قطاع القروض بالعملة المحلية (الجنيه المصري)، التي شهدت زيادة ملحوظة في نسب القروض إلى الودائع.

وأوضح عزالعرب أن نسبة القروض إلى الودائع بالعملة المحلية وصلت إلى 57%، وهي نسبة تعتبر الأعلى في سنوات طويلة، في حين أن النسبة الخاصة بالقروض بالعملة الأجنبية كانت أقل بكثير، حيث لم تتجاوز 30%. وأشار إلى أن البنك أصبح يعتمد أكثر على النشاط التجاري في محفظة القروض، مما ساهم في تعزيز الإيرادات رغم انخفاض العوائد من أدوات الدين الحكومية مثل الأذون والسندات.

من جانب آخر، أشار عزالعرب إلى بعض الإجراءات التي اتخذها البنك لتحسين تعاملاته مع الأفراد، مثل إطلاق برنامج “سوايب” الذي يجمع بين البطاقة الائتمانية والقرض، وهو ما ساعد في رفع قروض الأفراد بنحو 600 مليون جنيه. كما أشار إلى التطوير الكبير الذي شهدته تطبيقات البنك على الهواتف المحمولة، حيث ارتفعت أعداد تحميل التطبيق إلى نحو 1.3 مليون عميل، منهم 900 ألف عميل نشط، وهو ما يعكس نجاح البنك في مواكبة التحول الرقمي في القطاع المصرفي.

الأوضاع الاقتصادية وأثرها على قرارات الفائدة
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العام، أشار عزالعرب إلى تحسن معدل التضخم بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس استقرارًا نسبيًا في الاقتصاد المصري. وأضاف أن طلب الشركات على القروض بدأ في التحسن بشكل كبير، خاصة في قطاعات الخدمات، الصناعة، والسياحة. وتابع أن البنك التجاري الدولي شهد زيادة في محفظة القروض للشركات الكبيرة التي أصبحت تشكل 27% من إجمالي محفظة القروض، وهو ما يعكس زيادة الطلب على التمويل في هذه القطاعات.

كما شدد على أن البنك لديه القدرة على التكيف مع تقلبات أسعار الفائدة من خلال نماذج مالية مرنة، تسمح له بتعديل تكلفة التمويل والعائدات من العملاء وفقًا للتغيرات في أسعار الفائدة، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة. وتابع أن هذه المرونة تمكن البنك من إدارة أصوله وموارده بشكل فعال، مما يعزز قدرته على التوسع والنمو رغم تقلبات السوق.

التوقعات والتوجهات المستقبلية
أعرب عزالعرب عن تفاؤله بشأن المستقبل، حيث أشار إلى أن البنك بدأ في تطبيق خطة للتحول الرقمي منذ أواخر العام الماضي، وهو ما ساهم في زيادة نشاط الأعمال وتحسين الأداء المالي بشكل عام. كما أكد أن نتائج الربع الأول من 2025 تُظهر أن البنك يعتمد أكثر على الأنشطة التجارية الأساسية، مما يجعله في وضع جيد لمواكبة أي تغيرات مستقبلية في السياسات النقدية.

وفيما يتعلق بالتوقعات بشأن الاجتماع المقبل للبنك المركزي، أكد عزالعرب أنه في حال استمر تحسن التضخم وطلب القروض، فقد يقرر البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول لتقييم تأثير الخفض الذي تم في الاجتماعات السابقة. وأوضح أنه بالنظر إلى معدلات النمو الاقتصادي الحالية، قد يفضل البنك المركزي التحفظ في اتخاذ أي قرارات جديدة بشأن الفائدة حتى يتأكد من استدامة التحسن في الأوضاع الاقتصادية.

وفي الختام، قال عزالعرب إن البنك التجاري الدولي سيظل ملتزمًا بتطبيق استراتيجياته التجارية والمالية، التي تعتمد على مزيج من التوسع في القروض والنشاط التجاري، مع التركيز على التحول الرقمي وتعزيز الكفاءة التشغيلية.